مشاركة واس

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين - أهلا وسهلا ومرحبا زائرنا الكريم .

احدث الموضوعات

الخميس، 22 يناير 2015

المبادئ القضائية فى التوقف عن مزاولة النشاط

مشاركة


المبادئ القضائيةفى

& التوقف عن مزاولة النشاط &



*- ( توقف المنشأة – الإخطار بوقف الاستمرار في نشاط المنشأة لا يكفي وحده لعدم محاسبة الممول ضريبياً بل يشترط بجانب هذا الإخطار تقديم المستندات والبيانات اللازمة لتصفية الضريبة في ميعاد تسعين يوماً من تاريخ التوقف – مخالفة الحكم المطعون فيه هذا النظر خطأ في تطبيق القانون )
(نقض مدني – الطعن رقم 1340 لسنة 61 ق – جلسة 26/1/2006 – الدائرة المدنية والتجارية ، مشار إليه بمجموعة أحكام النقض الصادرة خلال السنوات 2004 - 2006 إعداد المكتب الفني لهيئة قضايا الدولة - طبعة 2007
صـ 814- 816 ق 422 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
*- ( عدم التبليغ عن توقف المنشأة وعدم تقديم الوثائق والبيانات اللازمة لتصفية الضريبة في الميعاد القانوني ، أثره التزام الممول بدفع الضريبة عن سنة كاملة ، لا عبرة بأسباب التوقف ودواعيه )
(الطعن رقم 1169 لسنة 61 ق – جلسة 16/2/1999 –مشار إليه بمجموعة أحكام النقض الصادرة
خلال السنوات 1999 - 2001 إعداد المكتب الفني لهيئة قضايا الدولة - طبعة 2001 صـ 62 - 63 ق 39 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
*- ( توقف نشاط الممول كليا أو جزئيا ، وجوب إخطار مأمورية الضرائب المختصة بذلك خلال ثلاثين يوما من تاريخ التوقف ، إغفال هذا الإجراء ، أثره ، إلزامه بالضريبة المستحقة عن سنة كاملة ، م 29 ق 157/1981 )
( الطعن رقم 2700 لسنة 62ق – جلسة 24/1/2000 – الطعن رقم 1933 لسنة 60ق – جلسة 26/6/1997 -
 مشار إليه بمجلة القضاة السنة 32 – العدد الأول يناير 2000 – صـ 479 ، صـ 480 – ق 72 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
*- ( يدل النص فى الفقرة الأولى من المادة 29 من قانون الضرائب على الدخل الصادر بالقانون رقم 157 لسنة 1981
على أن المشرع أوجب على الممول فى حالة توقف نشاطه كلياً أو جزئياً إخطار مأمورية الضرائب المختصة بذلك فى خلال ثلاثين يوماً من تاريخ التوقف ورتب على إغفال هذا الإجراء جزاء يتمثل فى إلتزامه بالضريبة المستحقة عن سنة كاملة )
[الفقرة رقم 1 من الطعن رقم 1933 سنة قضائية 60 مكتب فني 48
تاريخ الجلسة 26 / 06 / 1997 - صفحة رقم 1001]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
*- ( يدل النص فى الفقرتين الثالثة والرابعة من المادة 29 من قانون الضرائب على الدخل الصادر
 بالقانون 157 لسنة 1981 على أن المشرع أوجب على الممول فى حالة توقف نشاطه كلياً أو جزئياً أن يقدم إقراراً عن نشاطه السابق على التوقف وذلك خلال تسعين يوماً من تاريخ التوقف مرفقاً به المستندات اللازمة لتصفية الضريبة فى هذه الفترة ولم يرتب المشرع أي جزاء على مخالفة هذا الإجراء كما فعل بالنسبة لعدم الإخطار عن توقف النشاط ومن ثم فهو إجراء تنظيمى فلا على الممول إن تراخى عن تقديم إقراره عن نشاطه فى الفترة السابقة على التوقف وتقديم المستندات اللازمة لتصفية الضريبة فى هذه الفترة على أن يلتزم بالميعاد المقرر لتقديم الإقرارات الدورية المبينة
بالمادة 34 من القانون المشار إليه والتي يترتب علي مخالفتها
 جزاء يتمثل فى إلزامه بمبلغ إضافي يعادل 20 % من الضريبة المستحقة من واقع الربط النهائي )
[الفقرة رقم 2 من الطعن رقم 1933 سنة قضائية 60 مكتب فني 48

تاريخ الجلسة 26 / 6 / 1997صفحة رقم 1001]

انقضاء الخصومة وفقا للمادة الخامسة م ق 91 لسنة 2005

مشاركة

انقضاء الخصومة وفقا للمادة الخامسة م ق 91 لسنة 2005


النص فى المادة الخامسة من القانون رقم 91 لسنة 2005 على أن تنقضي الخصومة فى جميع الدعاوى المقيدة أو المنظورة لدي جميع المحاكم على اختلاف درجاتها قبل أول أكتوبر سنة 2004 بين مصلحة الضرائب ، والممول والتى يكون موضوعها الخلاف فى تقدير الضريبة ، وذلك إذا كان الوعاء السنوى للضريبة محل النزاع لا يجاوز عشرة آلاف جنيه ...." يدل على أن المشرع رغبة منه فى تصفية الأنزعة الضريبية قليلة القيمة استحدث قاعدة ضريبية جديدة مقتضاها انقضاء الدعاوى الضريبية المقيدة أو المطروحة أمام المحاكم بكافة درجاتها قبل الأول من أكتوبر سنة 2004 بقوة القانون والتى لا يجاوز الوعاء الضريبي السنوي للممول عن عشرة آلاف جنيه وفقا لتقدير لجان الطعن أو الحكم المطعون فيه متى كان النزاع بين مصلحة الضرائب والممول يتعلق بالخلاف فى تقدير الضريبة بما مؤداه أن إعادة القضية إلى محكمة أول درجة ليس من شأنه أحقيتها فى استعمال سلطتها فى الفصل فى الموضوع وإنما فقط فى إعماله المادة الخامسة سالفة البيان وهو ما تقضي به هذه المحكمة بالحكم بانقضاء الخصومة مع القضاء بإلغاء حكم محكمة أول درجة
فيما قضي به من إلغاء قرار لجنة الطعن وإعادة الأوراق إليها.

================================================================

ما لم يسبق عرضه على لجنه الطعن من بطلان نموذج 19 ض لا يجوز طرحة على المحكمة

مشاركة
ما لم يسبق عرضه على لجنه الطعن من بطلان نموذج 19 ض

لا يجوز طرحة على المحكمة

الطعن رقم 2371 لسنة 61 ق جلسة 25 ديسمبر سنة 2007م


وحيث أن الطعن أقيم على سبب واحد ينعي به الطاعن على الحكم المطعون فيه مخالفة القانون والخطأ فى تطبيقه إذ قضي ببطلان النموذج 19 ضرائب المعلن إلى المطعون ضده لخلوه من بيان عناصر ربط الضريبة وأسس التقدير بالمخالفة لنص المادة 41 من القانون 157 لسنة 1981 فى حين أن عدم ذكر تلك البيانات بالنموذج المذكور لا يترتب عليه بطلانه وأنه تكفي الإحالة فى هذا الشأن إلى النموذج 18 ضرائب ، إضافة إلى تحقق الغاية من الإجراء باعتراض المطعون ضده أمام لجنة الطعن ، وهو ما يعيب الحكم ويستوجب نقضه.
وحيث أن هذا النعي فى أساسه سديد ، ذلك بأن المقرر- فى قضاء هذه المحكمة – أن ولاية محكمة الموضوع بنظر الطعون التى ترفع إليها من الممول أو مصلحة الضرائب فى قرار لجنة الطعن وفقا لأحكام المادتين 159 ، 161 من القانون رقم 157 لسنة 1981 بشأن الضرائب على الدخل ، يقتصر على بحث ما إذا كان هذا القرار قد صدر فى حدود طلبات الطاعن موافقا لأحكام القانون أو بالمخالفة له بما مفاده أن ما لم يكن قد سبق عرضه على لجنة الطعن أو أسقط الحق فى إبدائه أمامها لا يجوز طرحه أمام المحكمة الابتدائية بعد أن حاز قرارها فى شأنه قوة الأمر المقضي المتعلق بالنظام العام . لما كان ذلك وكان الثابت بالأوراق ان المطعون ضده قد قصر طعنه أمام لجنة الطعن الضريبي على تعييب تقديرات المأمورية لأرباحه عن سنوات المحاسبة الذى استند فيه إلى ما جاء بالنموذج 19 ضرائب المرسل إليها عن هذه السنوات دون أن يتضمن طعنه ما اعتري هذا النموذج من نقص فى بياناته مسقطا بذلك حقه فى هذا الخصوص بما لازمه ألا تعرض محكمة أول درجة لما شاب إخطاره بالنموذج 19 ضرائب عن سنوات المحاسبة من قصور فى بياناته لأن الساقط لا يعود وإذ خالف الحكم المطعون فيه – المؤيد لأسباب الحكم الابتدائي – هذا النظر فإنه يكون خالف القانون وأخطأ فى تطبيقه بما يوجب نقضه.
====================================================================


من المبادئ القضائية فى تحديد و تقدير صافى أرباح الممول الخاضعة للضريبة

من  المبادئ القضائية  فى تحديد و تقدير صافى أرباح الممول الخاضعة للضريبة
& تحديد و تقدير صافى أرباح الممول الخاضعة للضريبة &

المبادئ القضائية

* ( صافى الأرباح التي تخضع لضريبة الأرباح التجارية والصناعية ، تحديده على أساس ناتج العمليات على إختلاف أنواعها التي باشرتها المنشأة بعد خصم جميع التكاليف الفعلية من الإيرادات دون التقيد بنسبة معينة منها كحد أقضى لما يتم خصمه – م 24 ق 157/1981 )
( الطعن رقم 2591 لسنة 61 ق – جلسة 26/1/1999– مشار إليه بمجموعة أحكام النقض الصادرة خلال السنوات 1999 - 2001 إعداد المكتب الفني لهيئة قضايا الدولة – طبعة 2001 ص 55- 56 ق 32)
========================================================

* (تقدير أرباح النشاط الخاضع للضريبة متروك لقاضى الموضوع يباشره بجميع الطرق التي تمكنه من الكشف من الكشف عن حقيقة أرباح الممول دون التقيد في هذا الشأن بطريق دون آخر ولا يعترض على تقديره طالما مقاما على أسباب سائغة لها أصلها الثابت بالأوراق وتكفى لحمله )
( الطعن رقم 482 لسنة 67 ق – جلسة 8/4/2004– مشار إليه بمجموعة أحكام النقض الصادرة خلال السنوات 2002 - 2004 إعداد المكتب الفني لهيئة قضايا الدولة – طبعة 2005 ص 427 ق 245)

الثلاثاء، 20 يناير 2015

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم



الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
جاء القرآن الكريم بنوع آخر من أنواع الإعجاز، وهو الإعجاز العلمي، و الإعجاز العلمي نوع لم يتكلَّم عنه العلماء المسلمون قديمًا؛ إذ كان جُلُّ اهتمامهم يدور حول إعجاز القرآن الكريم من ناحية بلاغته، ونظمه، وتاريخه، ولغته، فلم يتطرَّقوا لمسألة إعجازه العلمي، والمقصود بذلك اشتمال القرآن الكريم على ألوان من القواعد العلميَّة التطبيقيَّة التي تحيَّرَ كثيرٌ من العلماء في وجودها واكتشافها.
وقد اشتمل القرآن الكريم على إشارات علميَّة سِيقَتْ مَسَاق الهداية؛ لأنه ليس كتابًا علميًّا خالصًا، ومثال ذلك ما ذكره القرآن عن التلقيح الخلطي في النبات، الذي يكون التلقيح فيه بالنقل، ومن وسائل ذلك الرياح، وهو ما أورده الله تعالى بقوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22].
نظرية تمدد الكون
ومن الأمثلة العلميَّة التي ذُكرت في القرآن الكريم، والتي أَثْبَتَ صحَّتَها العلمُ الحديث بالأدلَّة التجريبية: (نظرية تمدُّد الكون)، فقد وصف القرآن الكريم -الذي أُنْزِلَ قبل أربعةَ عَشَرَ قرنًا في وقت كان فيه علم الفلك في طوره البدائي- نظرية تمدُّد الكون، فقال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]، وكلمة السماء التي ذكرتها الآية السابقة، مذكورة في مواطن عدَّة من القرآن الكريم، بمعنى الكون والفضاء.
وهذه الآية القرآنيَّة كشفت أنَّ الكون يتوسَّع أو يتمدَّد، وهي نفس النتيجة التي خَلُصَ إليها العِلْمُ في أيَّامنا هذه، فحتى فجر القرن العشرين كانت النظرة العلميَّة الوحيدة السائدة في هذا العالم أنَّ الكون له طبيعة ثابتة، وهو موجود منذ الأزل، لكنَّ الأبحاث والملاحظات والحسابات التي أُجْرِيَتْ بواسطة التقنيات الحديثة كشفت أن الكون في الحقيقة له بداية، وأنه يتمدَّد بانتظام؛ ففي بداية القرن العشرين أثبت عالم الفيزياء والفلك البلجيكي جورج لوميتر[1] نظريًّا بأن الكون في حركة دائمة، وأنه يتمدَّد، وقد أكَّد هذه الحقيقة عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل[2] عام (1929م)، حيث أثبت أن النجوم والمجرَّات تتحرَّك بعيدًا عن بعضها البعض بشكل دائم، وهذا يعني أنَّ الكون الذي يتحرَّك فيه كل شيء بشكل دائم بعيدًا عن بعضه البعض هو كَوْنٌ متمدِّد بشكل دائم[3].
دوران الشمس
ومن الآيات القرآنية المعجزة التي تدلل على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]. فالفعل تجري فيه إعجاز عظيم؛ لأنه لا يدلُّ على حركة الشمس الظاهرية التي يبصرها الناس عندما تشرق، بل هو يدلُّ على حركة واقعية أثبتتها الأرصاد؛ حيث تقول الموسوعة الفلكية: "إن الشمس تدور حول محورها مرَّة كل خمسة وعشرين يومًا"[4]. كما قُدِّرَتْ سرعة مجرَّتنا الأرضية وضمنها الشمس وهي تبتعد عن غيرها من المجرات في الكون بمقدار 980 كيلومتر في الثانية[5].
التقاء البحرين
ومن وجوه الإعجاز العلمي أيضًا قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ} [الرحمن: 19، 20]. حيث أثبتت الدراسات أن البحر الأبيض المتوسط في لقائه مع المحيط الأطلسي عند مضيق جبل طارق بينهما برزخ، ومن خلال التحليل الكيمائي لمياه كل منهما وجدوا أن البحر المتوسط أكثر ملوحة من الأطلسي، وأكثر حرارة، ويختلف كل منهما في الكائنات الحية[6]، كما نشرت بعثة السير جون إمري مع بعثة الجامعة المصرية بعض الملاحظات حول المياه في خليج العقبة، والتي تختلف في خواصها وتركيبها الكيميائي والطبيعي عن المياه في البحر الأحمر[7].
الجيولوجيا في القرآن
ومن الآيات المعجزات الخاصة بعلم الجيولوجيا قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 7]، وقوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: 15، لقمان: 10]. فقد توصَّل علماء الجيولوجيا في العصر الحديث إلى أن تحت الجبل عرقًا وامتدادًا قد غُرِسَ في الطبقة اللزجة التي تحت طبقة الصخور، وقد جعل الله هذا الامتداد ماسكًا للقارات من أن تطوف أثناء دوران الأرض، ولم يتأكَّد الباحثون من هذه الحقيقة إلاَّ عام (1956م)[8] ، وكذلك أثبتت الدراسات أن كل قارة بها جبال تتميز بها، وأن ارتفاع الجبال يتناسب ومكانها في الأرض، ونوع الصخور المكونة لها، وطبيعة الأرض حولها، كما وجدوا أن توزيع الجبال على الكرة الأرضية إنما قُصِدَ به حفظها من أن تميد أو تحيد[9]، وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة منذ ألف وأربعمائة عام، فصدق الله وصدق رسوله .
شهادة علماء الغرب المنصفين
وهذه بعض أوجه الإعجاز العلمي في القرآن التي تُثْبِتُ أنه وحي أنزله الله على عبده محمد  بلفظه ومعناه، والتي تُثْبِتُ بما لا يدع مجالاً للشكِّ أن رسول الله محمدًا  مُرْسَلٌ من ربِّه لهداية العالمين، وقد اعترف جلُّ علماء الغرب المنصفين بمعجزة القرآن الخالدة؛ ومن هؤلاء العلماء إميل درمنجم[10] الذي قال عن القرآن: "لا بُدَّ لكل نبي من دليل على رسالته، ولا بُدَّ له من معجزة يتحدَّى بها... والقرآن هو معجزة محمد ؛ فأسلوبه المعجز وقوَّة أبحاثه لا تزال إلى يومنا يثيران ساكن مَنْ يتلونه، ولو لم يكونوا من الأتقياء العابدين، وكان محمد  يتحدَّى الإنس والجنَّ بأن يأتوا بمثله، وكان هذا التحدِّي أَقْوَى دليل لمحمد على صدق رسالته..."[11].
ولكنَّ إعجاز القرآن الكريم العلمي لا يَتَوَقَّفُ في اشتماله على النظريات العلميَّة التي لا تتجدَّد، ولا تتبدَّل، وإنما يحثُّ أيضًا على النظر في الكون وتَدَبُّره؛ فيقول تبارك وتعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: 266]، وهناك عشرات من الآيات القرآنيَّة التي تدعو الإنسان للتأمُّل والتفكُّر والتعقُّل في الكون الذي هو كتاب الله المنظور؛ ليستنبط منه ما يُفِيده في حياته، ويُعَمِّق الشعور بالإيمان بالله تعالى[12].
د. راغب السرجانية

الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم



الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم

لماذا سرد تاريخ الأمم السابقة؟
اهتمَّ القرآن الكريم بسرد تاريخ الأمم السابقة؛ إمعانًا في تحديه للمعارضين له؛ فيُخْبِرُ عن حياة أُنَاس عاشوا من آلاف السنين بصورة مُوَثَّقة، وبِدِقَّة متناهية، لا يَصِلُ إليها المؤرِّخون مهما أُوتوا من أدلَّة مادِّيَّة.

وقد نوَّع القرآن الكريم في عرض تاريخ الأمم السابقة، وأوضح أن الحكمة من هذه القصص أكبر أَثَرًا، وأشمل حكمة من مجرَّد التسلية ومَلْءِ الفراغ؛ لذا قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف:111].
فالإعجاز التاريخي -كما ذكره السيوطي- هو ما انطوى عليه من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة، والشرائع الدائرة ممَّا كان لا يَعْلَمُ منه القصَّة الواحدة إلاَّ الفذُّ من أحبار أهل الكتاب، الذي قطع عمره في تعلُّم ذلك، فيورده رسول الله على وجهه، ويأتي به على نصِّه، وهو أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب[1].
فالإنسان هو الإنسان -من مائة قرن خَلَتْ إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور أو أكثر- لن تتغيَّر طبيعته، ولن يتبدَّل جوهره؛ لذلك فقد حفظ القرآن قصص الأوَّلين مع أنبيائهم، وجدَّد على الناس ذكرها بعدما طَوَتِ الليالي أصحابَهَا؛ ليُدَاوِيَ بها عِلَلاً متشابهة، وقد كثرت القصص لتحصي جملة كبيرة من الأمراض الاجتماعيَّة، وتستأصل جرثومتها بصنوف العِبَر وشتَّى النُّذُر[2].
قصة نوح
فلنتأمَّل قصة نوح  على سبيل المثال؛ وقد جاءت مفصَّلة - بداية من دعوته لقومه ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا، ومرورًا برحلة التكذيب الكبيرة التي قادها كبراء قومه، وكذلك قلَّة المؤمنين به، وصناعة السفينة، وركوب المؤمنين، وقصة الطوفان العظيم، وغرق ابنه وزوجته، واستقرار الأمر بعد ذلك لنوح  ومن آمن معه - كيف علم رسول الله  كل هذه التفاصيل التي جاءت أطراف منها في كتب أهل الكتاب، ولم تأتِ أطراف أخرى منها، ولكن رسول الله محمدًا أخبر بها على وجه اليقين؛ لذلك يختم ربنا قصة نوح  بقوله: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49]. فهذا التاريخ المُحْكَم في قصَّة من جملة قصص القرآن الكريم؛ يُدَلِّل على أنَّ القرآن الكريم مُعْجِزٌ في توثيقه التاريخي، ويُبنى عليه فائدة تقوم على تأديب النفوس، وسياسة الجماعات.

اسم هامان في القرآن
ومن الأمثلة الواضحة على الإعجاز التاريخي في القرآن ذِكْرُ اسم هامان في القرآن الكريم متَّصلاً باسم فرعون موسى، وكشخصٍ من المقرَّبين إليه، قال تعالى على لسان فرعون: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص: 38]، وتُخَالِف صورة هامان في القرآن الكريم الصورة التي ظهر بها في أحد كتب العهد القديم[3]؛ حيث ظهر كمساعد لملك بابل (في العراق)، وأوقع الضرر الكبير بالإسرائيليين، وقد حدث هذا بعد سيدنا موسى بحوالي ألف ومائة سنة، وقد أثبتت الاكتشافات الفرعونية صحَّة ما جاء به القرآن الكريم؛ فمن خلال الكتابات والنقوش الهيروغليفيَّة تمَّ التعرُّف على معلومة مهمَّة جدًّا، وهي أنَّ اسم هامان ورد فعلاً في الكتابات المصريَّة القديمة؛ حيث يوجد اسمه على حجر موجود حاليًا في متحف هوف بفيينا، كما ورد اسمه كذلك في (معجم أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة Dictionary of Personal names of the New Empire) الذي تمت كتابته اعتمادًا على المعلومات الواردة في جميع الألواح والأحجار المصرية، وظهرت وظيفته وأنه كان مسئولاً عن عمال مقالع الأحجار[4].

لقب ملك على حاكم مصر في عهد يوسف
ومن إعجاز القرآن التاريخي كذلك أنه أَطلق لقب (مَلِك) على حاكم مصر في عهد يوسف [5]، فقال تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ...} [يوسف: 43]. بينما أطلقت التوراة على نفس الحاكم لقب فرعون، والسبب في عدم إطلاق القرآن لقب فرعون على حاكم في مصر في عهد يوسف  أن لقب برعو - وهو أصل لقب فرعون - لم يكن يُطْلَقُ على حاكم مصر نفسه في ذلك العصر، بل كان يعني (القصر الملكي)، ولم يبدأ إطلاق هذا اللقب على حاكم مصر إلاَّ بعد عصر يوسف بما لا يقلُّ عن مائتي سنة[6]، وهكذا ففي العصر الذي عاش فيه موسى كان لقب (فرعون) يُطْلَقُ على حاكم مصر، وبذلك يتجلَّى الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم، الذي كان دقيقًا حين لم يستخدم لقب (فرعون) إلاَّ مع حاكم مصر في عهد سيدنا موسى، في حين عمَّمت التوراة استخدام لقب فرعون على حاكم مصر في عصر كلٍّ من إبراهيم ويوسف وموسى، رغم أنَّ المصريين لم يستخدموه للدلالة على حاكم مصر في الزمن الذي عاش فيه كلٌّ من إبراهيم ويوسف[7].

ونختم بمقولة رائعة للفخر الرازي يقول فيها: "إن هذه القصص دالَّةٌ على نُبُوَّة محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأنه كان أُمِّيًّا وما طَالَعَ كتابًا ولا تَلْمَذَ أستاذًا، فإذا ذكر هذه القصص على الوجه من غير تحريف ولا خطأ؛ دَلَّ ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله، وذلك يَدُلُّ على صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ"[8].
د. راغب السرجاني

من الإعجاز الغيبي في القرآن

مشاركة

من الإعجاز الغيبي في القرآن
من دلائل إعجاز القرآن الباهرة الإعجاز الغيبي؛ فقد أخبر بأمور تقع في المستقبل، فجاءت كما أخبر، لم تتخلف أو تتغير، وهذا ما لا سبيل للبشر إليه بحال، وذلك في القرآن كثير، لكننا سنضرب أمثلة منه تكون دليلاً على ما سواها.
انتصار الروم على الفرس
ومن أمثلة الإعجاز الغيبي في القرآن إخبار الله تعالى عن انتصار الروم على الفرس، في قوله 
I:{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ[الروم: 1-5]. وأصل الحادثة أن فارس -وهم أهل أوثان- غلبت الرومَ -وهم أهل كتاب- فشَمَتَ كُفَّار مكَّة في النبي  وصحبه، فأنزل الله الآيات السابقة تحدِّيًا للعرب وبُشْرَى للمؤمنين؛ لأن طائفة الإيمان ستنتصر؛ لكن الذي يعنينا أنَّ القرآن الكريم أخبر عن حدث غيبي مهمٍّ، لم يستطع أَحَدٌ -في ذلك العصر- أن يُغَيِّر منه في شيء، أو يُكَذِّبه، وهو لون من ألوان الإعجاز الغيبي الذي جاء به القرآن الكريم متحدِّيًا به كل معاند له، أو جاحد لحقيقته، وقد حدث ما أخبر به الله  من انتصار الروم على الفرس، وكان ذلك وقت غزوة بدر[1].
انتصار المسلمين المستضعفين
ومن الآيات القرآنية التي بشَّرت المسلمين المستضعفين في مكة أنهم سينتصرون على عدوِّهم، وستقوم دولتهم، قوله I: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ[القمر: 45]. فقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة "قال عمر: أيّ جمَع يُهزم؟ أيّ جَمْع يُغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيتُ رسولَ الله  يثب في الدرع، 
وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}. فعرفتُ تأويلها يومئذ[2].
بشرى دخول المسجد الحرام
ومن ألوان الإعجاز الغيبي ما بشَّر به الله I رسولَه والمؤمنين مِنْ دخول المسجد الحرام، والطواف بالكعبة المشرَّفة؛ فقد قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا[الفتح: 27]. فهذه الآية نزلت عند الانصراف من الحُديبية.
وقد قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآيات: "وكان رسول الله  قد أُرِيَ في المنام أنه دخل مكة، وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا عام الحديبية لم يشكّ جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسَّر[3] هذا العام، فلمَّا وقع ما وقع من قضية الصُّلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابِلٍ؛ وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأله عمر بن الخطاب  في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: "بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ؟" قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: "فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ[4]"[5].
وقد تحقق هذا الوعد بتمامه من العام التالي؛ فقد اعتمر النبي  وأصحابه، على الهيئة التي ذكرهم القرآن الكريم بها؛ من تحليق الرءوس والأمن في المسجد الحرام، وكان هذا في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة[6].
ولا ريب أن تَحَقُّق ما بشَّر به القرآن الكريم دون خلل في شرح تفاصيل هيئة المسلمين، أو تغيُّر في ميعاد العمرة، لَيُدلل بوضوح تامٍّ على صدق الله ورسوله .
بشرى تمكين الدين في الأرض
كما أن القرآن الكريم قد بشَّر المسلمين بالتمكين والاستخلاف في الأرض، 
فقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[النور: 55]. وقد تحقق للمسلمين ذلك في أقل من خمسة وعشرين عامًا فملئوا السمع والبصر بقيمهم وحضارتهم، فامتدَّتْ خلافتهم من الصين شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، بل ووصلت إلى أوربا شمالاً.
هذا طرف من إعجاز القرآن؛ ذلك الإعجاز الذي لا تنتهي عجائبه، ولا يَخْلَق من كثرة الردِّ؛ فهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فاستحقَّ بذلك أن يكون معجزة النبي محمد  الخالدة.
د. راغب السرجاني

القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله

مشاركة

      القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله

إن أهم ما يميز هذا الإنسان العظيم محمدًا  أنه رسول من عند ربِّ العالمين؛ لذلك
 يقول الله : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ[آل عمران: 144]، وقد جاء كغيره من الرسل ليُعْلِمَ الناسَ بما يريده ربهم I، ويبشِّرهم بالجنة إن هم أطاعوا ربهم، وينذرهم بالنار إن هم عصوه، وهذه وظيفة الرسل التي ذكرها
 ربنا في قوله: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[النساء: 165]، ولكن من السهل أن يدَّعي إنسان أنه رسول من عند ربِّ العالمين؛ لذلك شاء الله  أن يؤيِّد كل رسول بمعجزات تثبت صدق كلامه، وأنه فعلاً مرسل من الله ، ويكون من أهم صفات هذه المعجزات أن الجميع لا يستطيع الإتيان بها، كما أنهم يعترفون جميعًا بعظمتها، ولم يكن محمد  بدعًا من الرسل؛ ولذلك فقد أيَّده ربُّه بعدد كبير من المعجزات التي تثبت صدق نبوته، ونحن هنا في هذه المقالات سنعرض لطرف من معجزاته مع إشارات سريعة لعظمتها وقوتها، مع وجوب التأكيد على أننا لم نقصد الاستقصاء الكامل لكل لمعجزاته؛ فهذا مما يحتاج إلى مجلدات ضخمة وموسوعات هائلة، ومقالات كثيرة.

القرآن معجزة الله الخالدة

أرسل الله نَبِيَّه ورسوله محمدًا  بالرسالة الخاتمة، ولمَّا كان بعض الناس يجحدون ويكفرون بالرسل عليهم السلام, فقد أيَّد اللهُ الرسل بالمعجزات الباهرات التي تدلُّ على صدق نُبُوَّتهم ورسالتهم التي أرسلهم الله بها, وتُرغم الكافرين المعاندين على الإيمان، وكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشْتُهِرَ به قومه، وكان لا بُدَّ من معجزة تُلائِم طبيعتُها رسالةَ الله الخاتمة إلى العالمين؛ فتتعدَّد وجوه إعجازها؛ لتُقيم الحُجة على الخلق كافَّة، وتظلَّ شاهدة على صدق الرسالة الخاتمة وربانيَّتها.
ولذا لم تكن هذه المعجزة مؤقَّتة كمعجزات الأنبياء من قبله ؛ لأن المعجزة المؤقتة لا تؤدِّي هذا الدور ولا تَصْلُح لهذه المهمَّة، وإنما كانت هذه المعجزة الخالدة هي القرآن، الذي تحدَّى به محمد  العرب، وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان، ولم تنته هذه المعجزة بوفاة رسول الله ، بل استمرَّت حتى زماننا، وستظلُّ مستمرَّة 
كما وعد الله ، حيث قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[الحجر: 9]، ونحن في هذه المقالات نستشهد بالقرآن على أنه دليل عقلي على نبوة محمد ، وبرهان على صدقه؛
 لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا[النساء: 174].
د. راغب السرجاني                               http://islamstory.com/