مشاركة واس

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين - أهلا وسهلا ومرحبا زائرنا الكريم .

احدث الموضوعات

السبت، 7 مارس 2015

أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين

مشاركة
  

أسماء بنت أبي بكر الصديق


ذات النطاقين



http://www.khayma.com/


" أبدلك اللـه بنطاقك هذا نطاقين في الجنة "

حديث شريف

أسماء بنت أبي بكر الصديـق ، وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى
قرشية من بني عامر بن لؤي ، وأسماء هي والدة عبد الله بن الزبير
وزوجة الزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين000

ذات النطاقين
لمّا أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق الهجرة الى المدينة جهزت أسماء لهما سفرة ، فاحتاجت إلى ما تشدها به ، فشقت خمارها نصفين ، فشدّت بنصفه السفرة ، واتخذت النصف الآخر منطقاً ، فقال لها الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( أبدلك اللـه بنطاقك هذا نطاقين في الجنة )000فقيل لها ذات النطاقين000

الزوجة
تزوجت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- من الزبير بن العوام ، وما له في الأرض من مال ولا مملوك غير فرسه ، فكانت تعلف الفرس وتكفيه مؤونته ، وتدق النوى لنَاضِحِه ، وتنقل النوى من أرض الزبير ، حتى أرسل إليها أبو بكر خادماً فكفتها سياسة الفرس000

الأم
كانت الأم أسماء بنت أبي بكر حاملاً بعبـد الله بن الزبيـر، وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجرة العظيم ، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة ، وحُمِل المولود الأول الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه ، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم ، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين000

الأم المربّية
في الساعات الأخيرة من حياة عبد الله بن الزبير ذهب إلى أمه أسماء ، ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظره ، فقالت له أمه :( يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق ، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله ، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية ، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت ، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك )
000قال عبد الله :( والله يا أماه ما أردت الدنيا ولا رَكنْتُ إليها ، وما جُرْتُ في حكم الله أبداً ولا ظلمت ولا غَدَرْت )000قالت أمه أسماء :( إني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنا
 إن سبَقْتَني الى الله أو سَبقْتُك ، اللهم ارحم طول قيامه في الليل ، وظمأه في الهواجر ، وبِرّه بأبيه وبي ، اللهم إني أسلمته لأمرك فيه ، ورضيت بما قضيت ، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير
 ثواب الصابرين الشاكرين )000وتبادلا معا عناق الوداع وتحيته000

الأم الصابرة
وبعد ساعة من الزمان تلقّى الشهيد ضربة الموت ، وأبى الحجّاج إلا أن يصلب الجثمان الهامد تشفياً وخِسة وقامت أم البطل وعمرها سبع وتسعون سنة لترى ولدها المصلوب ، وبكل قوة وقفت تجاهه لا تريم ، واقترب الحجّاج منها قائلا :( يا أماه إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا ، فهل لك من حاجة ؟)000فصاحت به قائلة :( لست لك بأم ، إنما أنا أمُّ هذا المصلوب على الثّنِيّة ، وما بي إليكم حاجة ، ولكني أحدّثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال :( يخرج من ثقيف كذّاب ومُبير )000فأما الكذّاب فقد رأيناه ،
وأما المُبير فلا أراه إلا أنت )000

وتقدم عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- من أسماء مُعزِّيا وداعيا إياها الى الصبر، فأجابته قائلة :(وماذا يمنعني من الصبر ، وقد أُهْدِيَ رأس يحيى بن زكريا إلى بَغيٍّ من بغايا بني إسرائيل )000 يا لعظمتك يا ابنة الصدّيق ، أهناك كلمات أروع من هذه تقال للذين فصلوا رأس عبد الله بن الزبير عن جسده قبل أن يصلبوه ؟؟000أجل إن يكن رأس ابن الزبير قد قُدم هدية للحجاج ولعبد الملك ، فإن رأس نبي كريم هو يحيى عليه السلام قد قدم من قبل هدية ل ( سالومي ) بَغيّ حقيرة من بني إسرائيل ، ما أروع التشبيه وما أصدق الكلمات000

أبو بكر الصديق أحد العشرة المبشرين بالجنة

مشاركة



أبو بكر الصديق
أحد العشرة المبشرين بالجنة
http://www.khayma.com/

هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم000

إسلامه
لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال :( أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :
                    ( إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته )000وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000

أول خطيب
عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول :( يا أبا بكر إنّا قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا :
( والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة )000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال :
( ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000فنالوه بألسنتهم وقاموا000

أم الخير
ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول :( ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)000قالت :( والله ما لي علم بصاحبك )000قال :( فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )000فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت :( إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)000قالت :( ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)000قالت :
( نعم )000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت :
( إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )000

قال :( فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000 قالت :( هذه أمك تسمع ؟)000قال :
( فلا عين عليك منها )000قالت :( سالم صالح )000قال :( فأين هو ؟)000قالت :( في دار الأرقم )000قال :( فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر :( بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000

جهاده بماله
أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")000

منزلته من الرسول
كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه :( ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )000
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول :( والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )000

ا
لإسراء والمعراج
وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له :( هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)000فقال لهم أبو بكر :( إنكم تكذبون عليه )000فقالوا :( بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر :( والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000

ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال :( يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)000قال :( نعم )000قال :( يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( فرفع لي حتى نظرت إليه)000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر :( صدقت ، أشهد أنك رسول الله )000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر :( وأنت يا أبا بكر الصديق )000فيومئذ سماه الصديق000

الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة
فقال تعالى :"( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000
كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول :
( لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال :( ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000

فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول :( أخرج عني من عندك )000فقال أبو بكر :( يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)000فقال :( إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر :( الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال :( الصُّحبة )
000تقول السيدة عائشة :( فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر :
( يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000

أبواب الجنـة
‏عن أبا هريرة ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله ‏-صلى الله عليه وسلم- ‏‏يقول :(‏ ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب‏ ‏-يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )
000فقال أبو بكر ‏:( ‏ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )000
وقال :( هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )000
قال :( نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا ‏‏أبا بكر )000

مناقبه وكراماته
مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب :( ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث :( أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك000
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- :( أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً000

وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر
 فقال :( كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-:( ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏)000فسلم وقال :( إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )000فقال :( يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ‏)000‏ثلاثا ، ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل :( أثم ‏أبو بكر ‏)000 فقالوا :( لا )000فأتى إلى النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال :( يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )000فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-:( ‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000

خلافته
وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له :( يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)000 فرد عليه عمر :( أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) 0000

جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا :( يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال :( والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )000فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا :( لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000

حروب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب :( كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال أبو بكر :( الزكاة حقُّ المال )000
وقال :( والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )000ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين000

جيوش العراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام000

استخلاف عمر
لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال :( إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل
 ولا حول ولا قوة إلا بالله )000

وفاته
ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول :( اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال :( رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً000

حفصة بنت عمر بن الخطاب

مشاركة

حفصة بنت عمر بن الخطاب

إعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد


نسبها ومولدها:----------

هي بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون.
عن عمر - رضي الله عنه - قال: وُلدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين.

زواجها قبل النبي - صلى الله عليه وسلم :-----

تزوجها خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، فكانت عنده، وهاجرت معه إلى المدينة، ومات عنها بعد الهجرة، وبعد معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون على المشركين، عاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، كانت حفصة في تلك الفترة قلبها يئن من الحزن ويضج بالهم والغم على زوجها حيث كان يعاني من سكرات الموت.

أسرع ابن الخطاب إلى دار ابنته ليطمئن على صهره ولكن سبق السيف العذل، وترملت حفصة - رضي الله عنها - وهي في سن مبكرة، لقد تألم عمر - رضي الله عنه - لفقدان خنيس وبكاء حفصة وترملها، فكان يزورها ويواسيها، وفي ذات يوم وقد كان في حزن وألم، التقى في الطريق عثمان بن عفان الذي فقد زوجته رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرض عليه الزواج من حفصة فأجابه عثمان: ما لي في النساء حاجة.

ثم التقى عُمر أبا بكر - رضي الله عنهما - فعرض زواج حفصة عليه فسكت ولم يجب.

فغضب عمر كثيرًا وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثورة بادية في عينيه، وحين استمع إليه - صلى الله عليه وسلم - قال له: يزوج الله تعالى عثمان خيرًا من ابنتك، ويزوج ابنتك خيرا من عثمان، فمكثت ليالي، ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟
فقلت: نعم. قال أبو بكر: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها، فما كنت لأفشي سر رسول الله، ولو تركها رسول الله قبلتها، ولما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - فكان خيرا من عثمان، وتزوج عثمان من أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت خيرا من حفصة.

مرت حياة حفصة في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - على أحب ما تشتهي وتريد، وحفظت عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بعض أقواله وتوجيهاته السامية، فسلكت مسلكها، وعملت بمقتضاها، ووعاها صدرها وقلبها.

ولما دنت ساعة الفراق، ولحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى، بكته حفصة بدمع هتون، وقلب محزون، ولزمت دارها لا تفارقها أبدا، وكانت العبادة سلوتها والتصدق على الفقراء والمساكين عادتها.

كانت حفصة - رضي الله عنها - أديبة كاتبة ذات فصاحة وبيان وبلاغة، قالت في مرض أبيها، بعد أن طُعن
 بخنجر مسموم وهو يؤدي الصلاة:

أكظم الغُلَّة المخالطة القلب

وأُعزّى وفي القرآن عزائي

لم تكن بغتة وفاتك وجدا

إن ميعاد من ترى للفناء

ولئن كانت حفصة - رضي الله عنها - لم تقل من الشّعر إلا أقله، فإنها ولا شك تدل في نظمها ونثرها على علوّ الكعب فصاحة وبلاغة وبيانًا.
روت حفصة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمانة الناقل كثيرًا من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام والسلوك، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين كأخيها عبد الله بن عمر وابنه حمزة، وحارثة بن وهب، وغيرهم.

كانت أمينة على بيتها وقدسيته، وزوجها ومكانته، وتقواها وورعها وزهدها، خصوصًا بعد انتقال النبي الكريم إلى الملأ الأعلى.

سبق وقلنا: إن السماء قد شهدت لحفصة بالمثل الأعلى في التدين والتقوى، حين قال جبريل عليه السلام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها صئوم قئوم". ولقد حدّث جويرية بن أسماء عن نافع قال: ما ماتت حفصة حتى ما تُفطر. أما حجها... فحدث عنه ولا حرج.

كانت دارها في المدينة حجرتها في بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - محط أنظار الصحابة، يأتونها زائرين ومستفسرين ومتبركين، ومتعلمين وسائلين.

وفي العام الخامس والأربعين للهجرة وافاها الأجل المحتوم، إثر إرهاق ومرض، ولبت نداء ربها وأسلمت الروح في شهر شعبان من تلك السنة؛ - رضي الله عنها - وبارك مثواها، وأكرم منزلتها، وألحقنا بها في الصالحين من عباده.

المصدر:---

- الإصابة في تمييز الصحابة/ لابن حجر.
- الاستيعاب/ لابن عبد البر.
- نساء حول الرسول - صلى الله عليه وسلم -/ لمحمد القطب ومحمد الداعوق وأحمد الدومي.





في حب النبي صلى الله عليه وسلم

مشاركة




في حب النبي صلى الله عليه وسلم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن من فضل الله سبحانه وتعالى علينا -نحن المسلمين- أن أرسل فينا خاتم الأنبياء والمرسلين، محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، الذي سيتبعه كل الأنبياء يوم القيامة، ويُحشرون تحت لوائه، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ) أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي (. وهو الذي لا تفتح الجنة إلا لمن يسلك دربه، ويتبع منهجه، قال -صلى الله عليه وسلم-: ) آتِي باب الجنة فأسْتَفْتِح، فيقول الخازنُ: مَن أنت؟ فأقول: محمدٌ، فيقول: بك أُمرتُ أن لا أفتح لأحد قبلك (.

حب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان:
قال -صلى الله عليه وسلم-: ) لًا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (.

فالمؤمن الحقيقي هو الذي يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من الناس أجمعين، حتى والده وولده.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " ومن حقه -صلى الله عليه وسلم- أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق، كما دل على ذلك قوله سبحانه: ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لًا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ (سورة التوبة، الآية 24).

وقال الشيخ السعدي رحمه الله: " هذه الآية الكريمة أعظم دليلٍ على وجوب محبة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد على مَن كان شيءٌ من المذكورات أحبَّ إليه من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله، وعلامةُ ذلك أنه إذا عُرض عليه أمران؛ أحدهما يحبه الله ورسوله وليس لنفسه فيها هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه ولكنه يفوِّت عليه محبوبا لله ورسوله أو يُنقصه، فإنه إن قدَّم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله دل على أنه ظالمٌ تاركٌ لما يجب عليه".

بل لا يكون المؤمن كامل الإيمان حتى يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من نفسه، فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ) يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر: فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-الآن يا عمر (.

أنت مع من تحب:
كل منا - أيها المسلمون - يتمنى أن يدخل الجنة، والطريق إلى هذا الفوز هو أن نحبه -صلى الله عليه وسلم-، فقد ) جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن الساعة، فقال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-،
فقال: أنت مع من أحببت  0

يا رب إن ذنوبي في الورى كثرت       وليس لي عمل في الحشر ينجيني
وقد أتيتك بالتوحيــد يصحبه  حبّ النبي وهـذا القدر يكفيني
نماذج من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
سُئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: كيف كان حبكم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: «كان أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ»، لهذه الدرجة كان الصحابة يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يلي سأذكر لكم بعض المواقف المعبرة عن هذا الحب، وما هي حصر، بل غيض من فيض.

في غزوة أحد:

أصيبت امرأة من بني دينار باستشهاد زوجها وأخيها وأبيها، فلما بلغها خبر استشهادهم قالت: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قيل: خير يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله (جلل: أي صغير).

في صلح الحديبية:

ذهب رجل من قريش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليناقشه في شروط الصلح، وبينما هو هناك رأى ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فلما رجع إلى قريش قال: «والله لقد وفدت على الملوك -على قيصر وكسرى والنجاشي-، فوالله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحابُ محمد محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم أمرًا ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنه، وما يحدّون النظر إليه تعظيمًا له» (ابتدروا أمره: أي سارعوا وتسابقوا في تنفيذه).

خبيب -رضي الله عنه- يفدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والسيف على رقبته:

في الآونة الأخيرة تجرأ بعض الكفار على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحاولوا النيل من احترامه الذي أجمع عليه القاصي والداني، فارتفعت نداءات عامة المسلمين الملتزم منهم وغير الملتزم منادين: (فداك أبي وأمي يا رسول الله.. وإلا رسول الله) صلى الله عليه وسلم، فما أحلى هذه الكلمة وما أعظمها حين تخرج في وقت الشدة، والسيف مصلت على الرقاب، فها هو خبيب -رضي الله عنه- حين أسره مشركو قريش، وصلبوه، يناشدونه، أتحب أن محمدًا مكانك؟ فقال: "لا والله العظيم، ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه".

بواعث محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بواعث وأسبابًا جعلتنا نحرص على محبته كل الحرص، منها:

1- تعظيم محبة الله عز وجل، فمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- تابعة لمحبة الله عز وجل.
2- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم، وخاتم المرسلين.
3- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو المبلغ لشرع الله عز وجل.
4- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان رءوفًا ورحيمًا بأمته في كل ما شرعه.
5- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ناصحًا لأمته، صابرًا في الدعوة إلى الله عز وجل.
6- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تميز بالخلق الراقي العظيم.
7- أن لحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة.

ثمرات محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمرات كثيرة وعظيمة، وإنما نذكر منها هنا ثمرتين:

الثمرة الأولى: أن هذه المحبة عون على الطاعة، والإكثار من العبادة.
الثمرة الثانية: أن هذه المحبة سبب للفوز بالجنة والنجاة من النار.

علامات محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن للمحبة علامات تدل على صدقها، من لم تظهر عليه هذه العلامات كانت محبته كاذبة غير صحيحة، ولمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- علامات هي:

1- أن نقدم محبته -صلى الله عليه وسلم- على محبة الخلق.
2- أن نتبع سنته -صلى الله عليه وسلم-، ولا نعترض عليها، ولا نستهزئ بها.
3- أن نهتم بقراءة سيرته العطرة -صلى الله عليه وسلم-، ونسير على هديها.
4- أن نكثر ذكره بالألسنة والقلوب، ونكثر من الصلاة والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم-.
5- أن نحب الصالحين والداعين إلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والعاملين بها، وعلى رأسهم الصحابة.
6- الشوق لرؤيته -صلى الله عليه وسلم-، ومصاحبته، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ) من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله (.

الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأن نصلي ونسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56]. وهذه الصلاة والسلام على النبي هي أداء لأقل القليل من حقه -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين.

وقد اشتهرت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة صيغ تجمع بين الصلاة والسلام، فمنها صيغتان مختصرتان كثر ذكر السلف الصالح والعلماء المعاصرين لها، هما (صلى الله عليه وسلم، وعليه الصلاة والسلام).

من فضائل الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
جاء في فضل الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة نذكر منها:

1- قال -صلى الله عليه وسلم-: ) من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا (.
2- قال -صلى الله عليه وسلم-: ) من صلى عليَّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات (.
3- قال -صلى الله عليه وسلم-: ) من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا وحين يُمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة (.

خطورة ترك الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
وكما جاءت أحاديث في فضل الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت أيضًا أحاديث تحذر من تركها، منها:

1- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليَّ (، ورغم أنف يعني لصق بالتراب، أي: صار ذليلًا حقيرًا.
2- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ (.
3- قال -صلى الله عليه وسلم-: ) ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم (، والترة: الحسرة والندامة.

الأوقات والمواضع المستحب فيها الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
1- الصلاة والسلام عليه في تشهد الصلاة.
2- الصلاة والسلام عليه في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية.
3- الصلاة والسلام عليه في الخطـب والعيـدين والاستسقاء... إلخ.
4- الصلاة والسلام عليه بعـد إجابـة المؤذن وعند الإقامة.
5- الصلاة والسلام عليه عند الدعاء.
6- الصلاة والسلام عليه عند دخول المسجد والخروج منه.
7- الصلاة والسلام عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
8- الصلاة والسلام عليه والإكثار منها يوم الجمعة وليلتها.

المصدر                       http://www.al-islam.com/